مكب نفايات نفسية

وشاح ( العنقاء)

*مكب نفايات نفسية*


 


لا يمكن للإنسان أن يبقى وحيداً دون صحبة ، دون رفقة تبعد عنا الوحشة .


  فنكون قاعدة لعلاقاتنا الإجتماعية التي نحسب في بعض الأحيان بأننا نحسن اختيارها ، ومن وحي التجربة هنالك من العلاقات ما هو داعم لك ويدفعك إلى الأمام ، وهنالك من العلاقات ما يحاول طمس معالمك ومحاسنك وتجريدك من كل ما يميزك.


حسداً وغيره ،أو لأنه يرى بأنك قد نلت في الحياة ما لم ينله ، وهنا تناسى بأن ما عندك لم يكن بفضلك وإنما بفضل الله .


فلا يكون دورة في حياتك إلا وفق رغبته في التشكي والبوح بما يزعجه والتذمر من كل شي حوله ، ويأتيك شاكياً باكياً من هذا وذاك وبأنه مظلوم مغلوب على أمره وتراه يتحدث عن قال الله وقال الرسول . فوالله ماكان إلا من أهل الأفك وخاصته ، فتكون أنت في مرحلة ما لست سوى مكبٍ لنفاياته النفسية التي ترزح تحط فصامه المقنع بالايجابية والمحبة المصطنعة لمن يحيطون به ، فينسى بأن الله يعلم ظاهره وباطنه و مهما حاول أن يجمل صورته للناس فإن قبح سريرته لا يخفى على خالقه . 


فيدفعني كل هذا إلى طرح هذا السؤال :من الأولى أن نهتم له ونخافه أالله أم الناس ؟؟!!


 إي نفاق ذلك الذي استولى على قلبه فصار أعمى البصر والبصيرة وبات لا يرى إلا ما يريد ، فحقاً إن أمثال هؤلاء لا يعترفون بالخطأ وإذا فعلوا فهو اعتذار مبطن بالكبرياء ، اعتذار لا يكون إلا بعتمة الليل الأسود كسواد قلوبهم التي لفها الكره والحسد لأنهم غير قادرين على أن يكونوا مثلك أو خيراً منك ، فأقسموا على أنفسهم بأن يحطموا أركانك ويطفؤا نورك ويقولوا عنك الأكاذيب.


ولكن هيهات هيهات .. ففي زخم جبروتهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم .لذلك ابتعد عنهم وعن نفاياتهم وانجو بنفسك فذلك خيرا لك من قربهم.


. وأعلم بأنك تستحق الكثير


 


العنقاء 


31/1/2024