توصيات من مشرف إداري

إلى من يهمه الأمر

:عزيزي الأب/ عزيزتي الأم وإلى من يهمه الأمر


إن تنشئة الأجيال ليست بالأمر الهين بل هي رسالة سامية منذ بدء الخليقة وإلى قيام الساعة ، فتربية الأبناء أمانة يقوم بها أولياء الأمر والمؤسسات التربوية الداعمة لهم ، فخلال العقدين الماضيين باتت التحديات جسيمة ، إذ كان لتقدم التكنولوجيا مساوئ خطيرة زحفت إلى ابنائنا في غفلة منا دون أن ندرك عواقب هذا الأمر ، متمثلة بالقنوات الفضائية وما تبثه من سموم تنسف به الفطرة السوية وكل ما يندرج ضمن الاخلاق والقيم والفضيلة ، فبات هذا الجيل يرى الانحلال الأخلاقي أمرا يعتبر من الحرية الشخصية للفرد . 


لذلك أن يرى الطفل أن أفراد العائلة تشاهد هذا المسلسل أو ذاك فتلك إشارة إلى تقبل كل مافيه من قبلهم وعدم استهجانهم لما جاء فيه ، فيكون العقل الباطن متقبلاً لكل الأفكار المسمومة الذي بثت فيه .


كما أن للألعاب الألكترونية وما تحتويه من عنف ممنهج وممارسات خبيثة ممزوجة بالمتعة والفائدة المبطنة بالسواد ، أسلوباً توجيهياً للعدوانية وعدم الاكتراث بالمشاعر الإنسانية للطرف الآخر، ولا يهم من ذلك سوى الفوز ، مهما كانت الوسيلة المستخدمة لنيل تلك الغاية .


 


بالإضافة إلى أن امتلاك أبناءنا للأجهزة الخلوية بأعمار صغيرة أمرا غير مقبول بالمطلق ، إذ أن للذكاء الاصطناعي القدرة على تميز الفئات العمرية ، فتكون ضمن الخيارات المتاحة ما يستهدفهم أثناء بحثهم في الشابكة ( الانترنت). 


 فيرجى مراقبة أبنائنا وبناتنا وتدارك الخطأ أو حل المشاكل ، بل والتقرب منهم بشكل يسمح للأبناء بالبوح عن مكنونات صدورهم وما يخفى بها .


لذا علينا أن نحسن اختيار الأرض التي نزرع بها غرس ابنائنا ليعطينا أفضل الثمر وأطهره .


 


بارك الله فيكم وفتح على قلوبكم وجعلكم خيرَ سلفٍ لخيرِ خلف.


وشاح ( العنقاء) 


11 /2 / 2024