يوميات مشرف إداري

ما بين المشاركة والمسؤولية

(( يوميات مشرف إداري ))👩🏻‍🏫


 


تحتم عليك طبيعة عملك الإنجذاب إلى الأحاديث التي يتداولها الشارع المحلي ، ليس ذلك فقط ، بل حتى التغيرات في طريقة تفكير جزء كبير ( إلى حد ما ) من الناس واخص هنا ( أولياء الأمور) . 


إذ أن الوضع الاقتصادي الذي بات يثقل كاهل رب الأسرة وكثرة الالتزامات التي يترتب عليه تأمينها لأسرته ، ومن تلك الالتزامات تأمين التعليم المناسب في المكان المناسب ليست المشكلة ها هنا بل بما يتطلبه الأمر من توفير ذلك المبلغ المادي للحصول على تلك الخدمة ، و في كل أسرة يوجد ما لا يقل عن طفلين أو أكثر من طلبة المدارس باختلاف المراحل الدراسية . 


وهنا جاء الضغط النفسي والمادي وحتى الاجتماعي ، ل يولد الاتكالية من قبل ((بعض)) الأولياء وذلك من خلال إلقاء كامل عبء الطالب على المدرسة وتحميلها المسؤولية الكاملة عنما يحدث لهذا الطالب أو ذاك ، سواء ما يتعلق بالمادة العلمية أو ما يتعلق بالجوانب الأخلاقية و السلوكية بل يضل عند البعض منهم أن تقوم انت بتربيته ؟؟!!! متناسين أنه المدرسة هي رديف وعامل مساعد أساسي للعائلة وللطفل على حد سواء للأخذ بيده وإرشاده وتوجيهه وتقديم النصيحة والمساعدة وكل ما يلزم ، ولكنها ليست البديل لدور الأم و الأب الذي شاء الله تعالى أن يكون لهم .


فالبعض منهم التبس عليه الأمر فظن أن المدراس في هذا القطر أشبه بالمدارس الداخلية في الخارج والتي تقوم بخلق أفراد ذو توجهات معينة لفئات اجتماعية واقتصادية وسياسية حتى ، لكن إذا نظرنا للوقت الحالي نجد بأن وهج تلك المدارس قد خفت . 


 


بتنا نرى أن دور التربية والاهتمام والالتزام بدأ يذبل بشكل ملفت جدا عند بعض الأمهات بل تجد اللامبالاة ديدنها . و نكتشف ذلك من خلال مراقبة الطالب/ة سلوكيا و علمياً ، حيث أن الطالب الذي يمتلك حس إنساني و على قدر من الذكاء ويعرف ما هو الخطأ والصواب وما يجوز ولا يجوز ،تعرف إن فطرة العائلة سوية ، إذ أن الطالب وأن كان مشاغبا بالحد المقبول فإنت قادر على التعامل معه سواء كنت زميلا أو معلما أو مشرفا أو حتى مديرا ، وذلك لتأكدك بأن الجهد المبذول من قبلك سوف يؤتي ثماره . 


 


لنعترف بحقيقة أساسية وهي بأنه مهما بلغ تميز المؤسسة التعليمية وجودة التعليم والكادر المتوفر لديها لن يكون كافياً للطالب حتى يتميز ، بل إن التميز والتفوق والنجاح يكون بالجهد الفردي المرافق للعطاء والبذل من قبل المؤسسة التعليمية ، فالطالب غير المتابع وغير المتلزم والله لو ذهب إلى اكسفورد و كامبردج و ستانفورد فلن ( يفلح ) و هاهنا اتحدث إن لو كان مسؤول وبالغ ، فما بالك إن كان طفلاً صغيراً ،  


وهنا تظهر نقطة مهمة وهي أن الأم المتابعة لطفلها بشكل جيد ومتمكنة من المادة العلمية لن تلاحظ حتى ضعف المعلم أو عدم قدرته على شرح المادة داخل الصف ، كونها تقوم بجزء كبير مع صغيرها والذي تسعى جاهدة لتميزه في بيئة مدرسة تنشد فيها الرقي والأمان .  


 


لنعود إلى نقطة الوضع الاقتصادي والكلفة المادية المتعلقة بجودة التعليم ، ليأتي بعد ذلك أولياء يطالبون بأن يكون الطفل أو الطالب متميز و متقدم فقط لأنه بمدرسة خاصة وأن المبلغ المادي يجب أن يؤتي ثمارة ويكون الطالب الاول على أقرانه ، وحقيقة هذا لا يصح دون دراسة والتزام ناهيك عن آداب الحوار واحترام القاعة الصفية . 


 


يتبع ..... 


 


العنقاء ( وشاح) 


15 /7 / 2024