
الإدارة بالمواقف
التنمر
الإدارة بالمواقف
عندما يتعلق الأمر بظاهرة التنمر لن تكون الكلمات كافية لتوعية الاطفال ( الطلبة ) فالكثير منهم لن يستوعب حجم الأذى النفسي الذي تعرض له زميله أو زميلته وتلك الندبات التي تبقى لفترة طويلة في ذاكرتهم .
عندما تريد توجيه أحدهم لتصرف أو فعل معين يجب أن تقوم بخلق موقف يختصر عليك الآلاف الكلمات ، وله تأثير سحري في معالجة الموقف بالمجمل .
حدث هذا الأمر معي أكثر من مرة ، أحدها كان منذ عامين وكنت في حصة التعليم الوجداني لطلاب الصف الرابع قبيل انتهاء الحصة طلب أحدهم شرب الماء فإذنت له ، وأثناء شربه للماء وهو جالس ، انسكب الماء على بنطاله ولكم أن تتخيلوا أين 😟 وعلت ضحكات الطلبة على أنه لم يجد الوقت للذهاب إلى دورة الماء 😥 فورا طلبت منه أن يعطيني لاشرب الماء وسكبت الماء على بنطالي ووقفت وقلت لهم انظروا ما حدث لي ، فسكت الجميع وقام الطالب باحتضاني بكل حب لإنقاذي له .
وخلال العام الماضي حدث نفس الأمر لطالب من فئة عمرية اكبر وبنفس السبب طلبت من آنسة الماء إحضار كأساً من الماء وأثناء وقوفي قمت بسكب الماء على بنطالي ، وهنا كانت نظرات الطلاب ما بين الدهشة والاستغراب ، وفي هذا الموقف كانت لهجتي أشد وأقوى بحكم الفئة العمرية . إذ أن كل شخص معرض لهذا الموقف وبشكل فعلي وليس بسبب الماء ، إذ إن هنالك أشخاص معرضون لحالة التبول اللإرادي والبعض لمرض التهابات بالمجاري البولية وهي حالات طبية يعاني منها كثير من الأطفال ، وعندما يأتي متنمر ليسخر لسبب أقل مما ذكرت ، فمن يضمن لك بأن الله لن يبتليك ، فدائما تأتي العقوبة أو السنة من جنس عملك .
لذلك على المعلم أو المشرف أن يمتلك الجرأة على التصرف بمواقف خارجة عن المألوف لادارة الحالة مع الأخذ بالاعتبار مراعاة المجتمع وحدود الحياء وليس أن يقوم بتقليد الموقف أو التصرف دون دراسة أو معرفة نفسيات الطلاب وفروق الشخصيات ، لأنه إذا أهمل ذلك سيكون للموقف انعكاسات سلبية
العنقاء ( وشاح )
22 / 7/ 2024 .