تحت مستوى سطح النفس

في الأعماق

كثر الحديث عن المسافات الآمنة ، والحفاظ عليها في العلاقات الإنسانية سواء في محيط العمل أو حياتنا اليومية والإجتماعية. 


الفكرة ليست في المسافة القريبة أو البعيدة إنما في عمق العلاقة مع الآخر.، فنسمع دائماً بالعلاقة السطحية وهذا لا يعني البعد أو القرب من هذا الشخص أو ذلك .


فقد تكون علاقتك سطحية مع أحدهم رغم قربك الشديد منه وهذا ما يجب عليه أن تكون بيئة العمل . 


وعلى الدوام أشبه الناس ونفسياتهم كالماء وكيف لا والله سبحانه وتعالى قد خلقنا من ماء وطين . 


فالناس كالمحيط تماما عند مستوى سطح النفس أغلبنا راااائعون والبعض هائج كموج سطحه المضطرب .


ولكن عند الغوص عميقاً تبدأ في اكتشاف أمور لم تكن تراها وتسبر أغوار ذلك الإنسان وكلما تعمقت كلما رأيت ما لا يراه غيرك من المحيطين ، فقد اكتشف إنسان اروع مما يظهره من طيبة القلب وصدق السريره ، وقد تكتشف خبث النفس وجوانبها المظلمة والتي يا ليتك لم تتطلع عليها ولم تعرفها .


فالشخص الواحد قد يكون عنده خمس من الأصدقاء والجميع على تواصل دائم وقرب شديد في العلاقة ،، ولكن هل جميعهم بنفس المرتبة أو الدرجة في قلب الآخر ؟؟!!!! 


هنالك من تشعر بأنه مزروع في قلبك وتفكر به قبل الآخرين وإذا ما أردت أن تلقي بما يفيض به قلبك من الهموم سارعت إلى رؤيته أو الاستماع إلى صوته ، فهذا كفيل بتخفيف العبء عن كاهلك . 


فالعلاقات تنجح إذا ما حافظنا على عمق محدد دون الغوص في العلاقة ، كي إلا تضطر إلى التعرف أو الإطلاع على أمور لم يكن ينبغي لك معرفتها ، إذ أن الفرد المقابل قد يرغب في التراجع عنما باح به إليك من حديث ، وهنا !!! تحدث المصيبة ويطبق القول الذي أؤمن فيه إلا وهو ( اتق شر من فضفض إليك) وخاصة إذا كانت تلك الأحاديث تتعلق بأشخاص مشتركين ، فيسعى جاهداً إلى تغييبك عن الساحة وافتراء الأقاويل عنك حتى يضمن عدم استماع الآخرين لك . 


ولنعترف أن هنالك من العلاقات ما يدوم طول العمر ولن نجد أجمل منها مهما فرقت بيننا الجغرافية . 


لكن دوام العلاقات و تفككها يرتبط بعدة نقاط وهي : 


المصالح والتضارب 


المواقف 


الغيرة والحسد 


كل ذلك يحدد من خلال قدرتك على التعامل والتجاوز والرقي في تفاعلك مع الفرد المقابل . 


ولا تنسوا بأننا جميعاً كنا ولا زلنا شركاء في الإنسانية فحاول أن ترحل عن الدنيا وانت خالي الوفاض من أمانات العالمين . 


 


العنقاء ( وشاح) 


2 / 8 / 2024